قال أبو إسحاق النوبختي: «و لا يستند
إلى الشرع لاستقباح الجاهلية له، فلا بدّ من العقل» . 1
و قال المحقّق الطوسي: «و هما عقليان،
للعلم بحسن الإحسان و قبح الظلم من غير شرع» . 2
و قال المحقّق البحراني: «فإنّ الكفّار
كالبراهمة و غيرهم مع إنكارهم للشرائع يحكمون بذلك» . 3
و قال العلاّمة الحلّي: «لو كان الحسن و
القبح شرعيّين لما حكم بهما من ينكر الشرائع، و التالي باطل، فإنّ البراهمة بأسرهم
ينكرون الشرائع و الأديان كلّها، و يحكمون بالحسن و القبح، مستندين إلى ضرورة
العقل في ذلك» . 4
هذا الدليل ليس إلزاميا جدليا، بل
برهاني، إذ بناءه على واقعية هي التزام جميع العقلاء بحسن بعض الأفعال و قبح بعض
آخر، و لا ينافي ذلك كونها من القضايا المشهورة، لما عرفت أنّ الشهرة لا تنافي
الصدق، فلها حيثيتان: الشهرة و الصدق. و قد اعترف بذلك صاحب المواقف حيث قال: «ثمّ
للمعتزلة طريقان حقيقيان، أحدهما أنّ الناس طرّا يجزمون بقبح الظلم و الكذب الضار.
.» . 5
و قد يناقش في الدليل بأنّ جزم العقلاء
بالأمور المذكورة بمعنى الملائمة
[1] الياقوت في علم الكلام، ص 45، ط
مكتبة المرعشي بقم، و أنوار الملكوت، ص 104، ط منشورات الرضي بقم.