للقائلين بالتحسين و التقبيح العقليين
أدلّة من العقل و النقل مذكورة في مسفوراتهم الكلامية و غيرها، و نحن نختار منها
وجوها و نبحث عنها في هذا الفصل:
الف. الأدلّة العقلية
نبحث أوّلا عن أدلّتهم العقلية و هي
كثيرة جمعها العلاّمة الحلي في كتابه «نهج الحق» ، أتقنها و أوضحها ما يلي:
1. الالتزام بالحسن و القبح عند منكري
الشرائع
ممّا يدلّ على أنّ الأفعال متّصفة
بالحسن و القبح قبل الشرع، و أنّ العقل يدرك ذلك في بعض الأفعال على وجه
الاستقلال، أنّ هناك أفعالا يحكم بحسنها أو قبحها عند جميع العقلاء، سواء في ذلك
أصحاب الشرائع السماوية و غيرهم حتى المنكرين للخالق سبحانه، فنراهم يحكمون بحسن العدل
و الصدق و أداء الأمانة و الوفاء بالوعد، و جزاء الإحسان بالإحسان، و نحوها، و
يقبّحون الظلم، و الكذب، و الخيانة، و خلف الوعد و جزاء الإحسان بالإساءة و نحوها.
و من الواضح أنّ عموميّة الحكم تابع لعموميّة ملاكه و دليله، و ليس ذلك إلاّ العقل
و الفطرة المشتركين بين جميع عقلاء البشر، فإليك نماذج من عبارات المتكلّمين في