من هم الموافقون و المخالفون؟ إطلاقات
الحسن و القبح.
ما هو موضع النزاع؟ ممّا يجب البحث عنه
في مسألة التحسين و التقبيح العقليين، هو تعيين موضع النزاع بين الموافق و
المخالف، فإنّ للحسن و القبح إطلاقات في كلمات الباحثين و ليس الجميع مقصودا
بالبحث في مسألتنا هذه، أو لا خلاف فيه، و قبل الخوض في ذلك نقدّم بيان أمرين
آخرين:
الأوّل: بيان الموافق و المخالف في هذه
المسألة، و الثاني: التنبيه على إطلاقات الحسن و القبح فنقول:
الموافق و المخالف في مسألة الحسن و
القبح
من الموافقين في المسألة الإمامية، و هم
يستلهمون في أبحاثهم الكلامية- بعد القرآن الكريم-من أحاديث أهل البيت عليهم
السّلام كما يحتجّون بالعقل الصريح و يدعمون بذلك عقائدهم الدينية، و قد أسلفنا
أنّ التحسين و التقبيح العقليين ممّا يستفاد من آيات الذكر الحكيم، و تدلّ عليه
أحاديث العترة الطاهرة، و في ذلك يقول الإمام الصادق عليه السّلام: «فبالعقل عرف
العباد خالقهم، و عرفوا به الحسن من القبيح» . 1
و قد سلك هذا المنهج خرّيجو مدرستهم في
عصر الحضور و الغيبة، و هذا أبو إسحاق ابن نوبخت من علماء الكلام الأقدمين يقول:
«و الأفعال قد يستقل العقل بقبح بعضها دون بعض و بحسنه، كالظلم و الإنصاف، و الكذب
[1] الكافي، الأصول، ج 1، كتاب العقل و
الجهل، الرواية 35.