و الصدق» . 1و وافقه على ذلك غيره من
القدماء و المتأخرين و لا نرى حاجة إلى ذكر أقوالهم.
و القول بالتحسين و التقبيح العقليين
ممّا اتّفق عليه أيضا أصحاب مدرسة الاعتزال، فقواعد مذهبهم في الكلام هي: التوحيد،
و العدل، و الوعد و الوعيد، و المنزلة بين المنزلتين، و الأمر بالمعروف و النهي عن
المنكر، و الأساس في العدل هو الحسن و القبح العقليان، قال القاضي عبد الجبار (م
415 ه) : الأصل الثاني من الأصول الخمسة: الكلام في العدل، و هو كلام يرجع إلى
أفعال القديم تعالى جلّ و عزّ، و نحن إذا وصفنا القديم تعالى بأنّه عدل حكيم،
فالمراد به أنّه لا يفعل القبيح، أو لا يختاره، و لا يخلّ بما هو واجب عليه. إلى
آخر كلامه» . 2
و قال الدكتور أحمد أمين: «أمّا نظرية
المعتزلة في الحسن و القبح، فإنّهم لمّا قرّروا أنّ اللّه عادل حكيم، كان من
الطبيعي أن يثيروا مسألة الحسن و القبح في الأعمال» . 3
و إذ يفسّر العدل في مدرسة الإمامية و
المعتزلة على ضوء العقل و مسألة التحسين و التقبيح، يسمّون ب «العدلية» ، و حيث
إنّ المدرستين انتهجوا في المسألة منهج أهل البيت و-خصوصا-ما ورد عن الإمام عليّ
عليه السّلام، قيل: «التوحيد و العدل علويان» .
و من هنا يتبيّن أنّ المعتزلة تابعون في
المسألة، للإمامية دون العكس كما توهّمه البعض، قال العلاّمة الحلّي: «ذهبت
الإمامية و من تابعهم من المعتزلة إلى أنّ
[1] الياقوت في علم الكلام، ص 45، ط
مكتبة المرعشي بقم.