إنّ هاهنا أسئلة و شبهات حول العدل
الإلهي يجب علينا أن ندرسها و نجيب عنها:
السؤال الأوّل:
كيف تتلاءم الفروق و الاختلافات
الموجودة في المخلوقات و خاصّة البشر، مع العدل و الحكمة الإلهية؟ و لما ذا لم
يخلق اللّه الحكيم العادل المخلوقات جميعا بصورة متساوية؟
الجواب:
أنّ اختلاف المخلوقات في المعطيات
الوجودية، أمر لازم لنظام الخلق، و خاضع لقوانين العلية و المعلولية الحاكمة على
ذلك النظام، و افتراض تساويها يعني ترك الخلق؟ ذلك لأنّه لو كان كل أفراد البشر
رجالا أو نساء لما تحقّق التوالد و التناسل أبدا، و لا نقرض النوع الإنساني، و لو
كانت المخلوقات جميعا من نوع الإنسان لما وجدت شيئا للغذاء أو ما يوفّر لها سائر
متطلّباتها و حاجاتها و كذلك لو كانت جميع الحيوانات و النباتات نوعا واحدا و بلون
واحد، و لها صفات و خصائص واحدة، لما وجدت كل هذه الفوائد و المعطيات التي لا تحصى
و المناظر الخلاّبة الجميلة و ظهور هذا النوع أو ذاك من الظواهر بهذا الشكل أو
ذاك، و هذه الصفات أو تلك، خاضع للعوامل و الظروف و الشروط المتوفّرة في مسيرة
حركة المادّة و تبدّلها. 1