responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القواعد الکلامیه نویسنده : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 186

10. وجوب البعث يوم القيامة

التأمّل في حياة الإنسان و ما خصّ به من أدوات الإدراك و الإحساس يهدي فكرتنا إلى الإذعان بأنّ لوجوده غاية سامية وراء غايات الموجودات الطبيعية و أنواع النبات و الحيوان التي لا تتعدى الحياة الدنيوية، و من هنا يجد الإنسان من صميم ذاته أنّه يتوخّى من كلّ كمال درجه عالية منه لا تنتهي دون حدّ، مع أنّ ما في عالم الطبيعة من الكمالات محدودة متناهية، فهذا ما يبتغيه من الكمالات و قد جهّزت بأجهزة حيوية ملائمة لمبتغاه من النفس المجرّدة التي هي آية للواجب الوجود بالذات و مثالا له في ذاته و صفاته-و للّه المثل الأعلى، و إن كان متعاليا عن المثل و النظير-و ما للنفس الناطقة الإنسانية من الأجهزة الخاصة في مجالي المعرفة و الإحساس و العلم و العمل.

و لا يشكّ عقل سليم في أنّ خلق موجود يلائم حياة أبدية و كمالات غير متناهية، لحياة محدودة و غايات متناهية متزايلة، خارج عن طريق الحكمة، و العدل، و من يحتج القرآن الكريم على منكري البعث أو الشاكين فيه بقوله:

أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لاٰ تُرْجَعُونَ^ فَتَعٰالَى اَللّٰهُ اَلْمَلِكُ اَلْحَقُّ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْكَرِيمِ (المؤمنون/115-116 .

و من جهة أخرى أنّه تعالى كلّف العباد بأمور و بيّن لهم سبيل الرشد و الغي و جعل لهم الخيرة في ذلك فَمَنْ شٰاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شٰاءَ فَلْيَكْفُرْ و المكلّفون بين شاكر للّه و نعمه التي لا تحصى مكبّ على طاعته و عبادته، و بين كافر عاص سالك سبيل الغي و الضلال، و مع ذلك فهم فيما يتعلّق بالحياة الدنيوية على سواء، إذ ليست الدنيا نشأة الفصل و الجزاء بوجه كامل، و لا ريب أنّ القضاء بين المحسن و المسيء من دون رعاية ما لكل منهما من الأهلية و الاستحقاق ينافي العدل و الإنصاف و هو محال على اللّه تعالى.

نام کتاب : القواعد الکلامیه نویسنده : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست