و قوله سبحانه: هَلْ جَزٰاءُ
اَلْإِحْسٰانِ إِلاَّ اَلْإِحْسٰانُ (الرّحمن/60 .
و ما يشابهها من الآيات.
و قد سأل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم يهودي و قال: أخبرني عن ربّك هل يفعل الظلم؟ قال:
لا، قال: لم؟ قال: لعلمه بقبحه و
استغنائه عنه» . 1
و هذا استدلال عقليّ على عدله سبحانه،
لا يتمّ إلاّ بالقول بالحسن و القبح العقليّين، و هو بعينه مذكور في كلمات العدلية
من المتكلمين، قال المحقّق الطوسي: «استغناؤه و علمه يدلاّن على انتفاء القبح عن
أفعاله تعالى» . 2
و في كلمات الإمام علي عليه السّلام في
الإلهيات نماذج كثيرة من الاستناد إلى حكم العقل بالحسن و القبح، منها قوله عليه
السّلام فيما أجاب عمّن توهّم أنّ القول بالقضاء و القدر يؤدّي إلى الجبر في الأفعال
حيث قال: «و لو كان كذلك لبطل الثواب و العقاب، و الأمر و النهي و الزجر، و لسقط
معنى الوعد و الوعيد، و لم يكن على مسيء لائمة و لا لمحسن محمدة» . 3
و قال في وصيته لابنه الإمام الحسن
المجتبى عليه السّلام: «فافعل كما ينبغي لمثلك أن يفعله في صغر خطره و قلّة مقدرته-إلى
أن قال: -فإنّه لم يأمرك إلاّ بحسن، و لم ينهك إلاّ عن قبيح» . 4.