ثمّ إنّ لعلم الكلام في العالم الإسلامي
تطوّرات و مراحل تاريخية، أولاها عصر الرسالة، و ثانيتها عصر الخلفاء إلى حدود
منتصف القرن الأوّل (استشهاد الإمام عليّ عليه السّلام) ، و ثالثتها عصر الأمويين،
و فيها ظهرت الفرق و المذاهب الكلامية، و رابعتها عصر العباسيين إلى أواخر القرن
الثالث و في هذا العصر ترجمت الكتب اليونانية و غيرها بالعربية، و خامستها القرن
الرابع الهجري و فيها ظهر مذهب الأشعرية و الماتريدية، و قام الشيخ المفيد بتدوين
عقائد الإمامية و دراستها على ضوء العقل و الوحي، إلى غير ذلك من المراحل و لسنا
هنا بصدد البحث عنها.
إذا تعرّفت على ذلك فاعلم أنّ القاعدة
كانت مطروحة منذ الدورة الأولى حسب اللبّ و المعنى لا باصطلاحها الرائج عندنا،
فهناك آيات من الذكر الحكيم ناظرة إلى التحسين و التقبيح العقليّين في مقامي
الثبوت و الإثبات، نأتي ببعضها: