و قوله عليه السّلام: «و من لطائف صنعته
و عجائب خلقته ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش» . 2
و قوله عليه السّلام: «و أرانا من ملكوت
قدرته و عجائب ما نطقت به آثار حكمته» . 3
إلى غير ذلك من الآيات و الأحاديث و هي
كثيرة جدا، و لكن متعلّقة بالحكمة و العدل في التكوين، أي إعطاء كلّ موجود ما يليق
به من الوجود و الخواص الوجودية و تجهيزه بالأجهزة المناسبة لمتطلّباته في الحياة،
و في الكتب المتعلّقة بالبحث عن الطبيعة و خواصّها، توجد نماذج كثيرة من آراء
خبراء العلم الطبيعي في هذا المجال لا حاجة إلى ذكرها هنا، فليرجع إلى مظانه.
4. برهان العناية
إنّ هنا النظام العيني الموجود صادر من
اللّه تعالى مطابق لما في علمه العنائي السابق الذي هو عين ذاته المقدسة، فالعلم
الذاتي الأزلي هو المبدأ لهذا العالم الكوني، مقتضى ذلك كون العالم على أحسن نظام
ممكن و أجمله، إذ البراهين العقلية المشرقة دلّتنا إلى أنّ ذاته تعالى واجدة لجميع
الكمالات الوجودية على وجه الأتم، و إلى هذا أشار الحكيم السبزواري في البيت
التالي: