وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا
اَلْعِلْمِ قٰائِماً بِالْقِسْطِ (آل عمران/18 و يقول: إِنَّ اَللّٰهَ
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ اَلْإِحْسٰانِ (النحل/90 و يقول: وَ لاٰ
نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا (المؤمنون/62 و يقول: وَ نَضَعُ
اَلْمَوٰازِينَ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ فَلاٰ
تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً (الأنبياء/47 ، و يقول: وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ
فَإِذٰا جٰاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ
لاٰ يُظْلَمُونَ (يونس/47 إلى غير ذلك من الآيات.
و روى الصدوق بإسناده عن علي عليه
السّلام أنّه قال: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما جالسا في
مسجده إذ دخل عليه رجل من اليهود فقال: يا محمد إلى ما تدعوا؟ قال صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم: إلى شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أنّي رسول اللّه-إلى أن قال: -قال
الرجل:
فأخبرني عن ربّك هل يفعل الظلم؟ قال:
لا، قال: و لم؟ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لعلمه بقبحه و استغنائه عنه.
قال: فهل أنزل إليك عليك في ذلك قرآنا
يتلى؟
قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: نعم
إذ يقول عزّ و جلّ: وَ مٰا رَبُّكَ بِظَلاّٰمٍ لِلْعَبِيدِ و يقول:
إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَظْلِمُ اَلنّٰاسَ شَيْئاً وَ
لٰكِنَّ اَلنّٰاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ و يقول: وَ مَا
اَللّٰهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعٰالَمِينَ و يقول: وَ مَا
اَللّٰهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبٰادِ .
قال اليهودي: يا محمد فإن زعمت أنّ ربّك
لا يظلم، فكيف أغرق قوم نوح عليه السّلام و فيهم الأطفال؟
فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا
يهودي إنّ اللّه عزّ و جلّ أعقم أرحام نساء قوم نوح أربعين عاما فأغرقهم حين
أغرقهم و لا طفل فيهم، و ما كان اللّه ليهلك الذرية بذنوب آبائهم، تعالى عن الظلم
و الجور علوا كبيرا» . 1
و بعد عصر الرسالة كان البحث عن عدله و
حكمته تعالى محورا لكثير من الأبحاث كالقضاء و القدر، و الجبر و التفويض، فالباعث
للقدرية على القول بالتفويض و أنّ أفعال الإنسان خارجة عن نطاق القدر و القضاء
الإلهي، هو الذب