responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القواعد الکلامیه نویسنده : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 142

3. تاريخ البحث عن عدله تعالى و الغرض منه

يمكن أن يقال إنّ مفهوم العدل من أعرض المفاهيم التي تعرّف عليها الإنسان، و هناك حافز فطري و باعث اجتماعي يلفتان نظره إلى العدل، فهو يحسّ بالعدل من ضميره و يلتفت إليه باعتبار أنّه يعيش في المجتمع الذي لا يقوم إلاّ على أساس القسط و العدل.

و هاهنا عامل ثالث لانتباه الإنسان نحو العدل و هو دعوة الأنبياء و الهداة الإلهيين إذ كانت الدعوة إلى إقامة القسط و العدل من شئون رسالتهم، كما يقول سبحانه: لَقَدْ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا بِالْبَيِّنٰاتِ وَ أَنْزَلْنٰا مَعَهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْمِيزٰانَ لِيَقُومَ اَلنّٰاسُ بِالْقِسْطِ (الحديد/25 هذا.

لكن طرح العدل في الأبحاث الفلسفية و الكلامية أمر وراء انتباه الإنسان إليه و التفاته نحوه، فالذي يدلّنا عليه الفحص عن العقائد و الآراء أنّ مسألة العدل من أقدم الأبحاث الفكريّة. فكان الفلاسفة يبحثون عنها في الحكمة العملية و يعتبرون العدل أساسا للفضائل الخلقية، و مع ذلك لم يكن بحثهم هذا عن العدل بحثا كلاميا بل بحثا أخلاقيا، فهم ينظرون إلى العدل وصفا للبشر، لا وصفا للّه سبحانه.

نعم باعتبار أنّ الأنبياء الإلهيين كانوا يهدفون الدعوة إلى التوحيد و معرفة اللّه سبحانه بأوصافه الكمالية، فبالطبع كانت نظرتهم إلى العدل نظرة كلامية في حين أنّها كانت نظرة أخلاقية أيضا، و يدلّ على هذا ما يحكيه لنا القرآن الكريم من محاورات الأنبياء و احتجاجاتهم مع أقوامهم.

و أمّا بالنسبة إلى تاريخ طرح مسألة العدل في الكلام الإسلامي فنقول: إنّها كانت مطروحة في عصر الرسالة، فالقرآن تعرّض لوصفه تعالى بالعدل و تنزيهه عن الظلم في مجال التكوين و التشريع و الجزاء، يقول: شَهِدَ اَللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ

نام کتاب : القواعد الکلامیه نویسنده : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست