و لا يخل بما هو واجب عليه، و أنّ
أفعاله كلّها حسنة» . 1
و قال الشيخ المفيد: العدل الحكيم هو
الذي لا يفعل قبيحا و لا يخلّ بواجب. 2
و قال سديد الدين الحمصي: «الكلام في
العدل، كلام في أفعاله تعالى و إنّما كلّها حسنة، و تنزيهه عن القبائح و عن
الإخلال بالواجب في حكمته» . 3
و قال العلاّمة الحلّي: «أطلق المتكلمون
العدل على العلوم التي لها تعلق بأحكام أفعاله تعالى، من حسن الحسن منها و وجوب
الواجب و نفي القبيح عنها» . 4
و يستفاد هذا من بعض الأحاديث أيضا، فقد
فسّر الإمام عليّ عليه السّلام العدل في مقام توصيفه تعالى بالنهي عن اتّهامه
سبحانه فقال: «و العدل أن لا تتّهمه» 5و تفسيره ما ورد في كلام الإمام الصادق عليه
السّلام حيث قال: «أمّا العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه» . 6
ثمّ إنّ الحكمة تارة يكون وصفا للعلم و
أخرى وصفا للعمل، و يفسّر الأوّل بأفضل العلم و أتمّه، و يفسّر الثاني باتقان
الفعل و التنزّه عمّا لا ينبغي، يقول الرازي في الحكيم وجوه:
الأوّل: «معنى الاحكام في حقّ اللّه
تعالى في خلق الأشياء هو إتقان التدبير فيها، و حسن التقدير لها، قال تعالى:
اَلَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ليس المراد الحسن الرائق في المنظر و
إنّما المراد منه حسن التدبير في وضع كلّ شيء موضعه بحسب المصلحة، و هو المراد
بقوله: وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً .
و الثاني: أنّ الحكمة عبارة عن معرفة
أفضل المعلومات بأفضل العلوم،