الأصلح تفضيل الصلاح و هو ضدّ الفساد، و
هما مختصّان في أكثر الاستعمال بالأفعال و قوبل في القرآن تارة بالفساد و أخرى
بالسيئة، قال: خَلَطُوا عَمَلاً صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً (التوبة/102 ، و
لاٰ تُفْسِدُوا فِي اَلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاٰحِهٰا و إصلاح
اللّه تعالى الإنسان يكون تارة بخلقه إياه صالحا و تارة بإزالة ما فيه من فساد بعد
وجوده، و تارة يكون بالحكم له بالصلاح، قال: وَ أَصْلَحَ بٰالَهُمْ ،
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمٰالَكُمْ . 1
و يظهر من المتكلمين أنّ المصلحة عندهم
تساوق المنفعة، يقول السيد المرتضى: «الصلاح عبارة عن النفع الذي فسّرناه فائدة، و
يقال عند التزايد أصلح كما يقال أنفع» . 2
أقوال المتكلّمين في الأصلح
ذهبت معتزلة بغداد و بعض معتزلة البصرة
و عدّة من الإمامية إلى القول بوجوب الأصلح، و قالت الأشاعرة و أكثر معتزلة البصرة
و أكثر الإماميّة بعدم الوجوب، و اختلف القائلون بالوجوب، فالبغداديون من المعتزلة
و بعض الإمامية كأبي إسحاق النوبختي و عبد الرزاق اللاهيجي، قالوا بوجوبه مطلقا، و
فصل أبو