حقيقة اللطف في الكتاب و السنّة

إلى هنا فرغنا عن البحث حول قاعدة اللطف عند المتكلّمين، و نختم دراستنا في هذا المجال بالبحث عن مفهوم اللطف في الكتاب و السنّة، فنقول:

اللطف في اصطلاح المتكلّمين من صفات فعله تعالى و يرجع إلى حكمته تعالى، وجوده و كرمه، لكنّه في المصادر الدينية لا ينحصر في ذلك، بل جاء وصفا ذاتيا أيضا، و إليك البيان:

1. العلم النافذ

قال سبحانه: أَ لاٰ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ (الملك/14 .

و قال تعالى-حكاية لنصائح لقمان لابنه-: يٰا بُنَيَّ إِنَّهٰا إِنْ تَكُ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ أَوْ فِي اَلْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اَللّٰهُ إِنَّ اَللّٰهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (لقمان/16 .

و قال الإمام عليّ عليه السّلام: «إنّ اللّه سبحانه و تعالى لا يخفى عليه ما العباد مقترفون في ليلهم و نهارهم لطف بهم خبرا» . 1

و قال الإمام الجواد عليه السّلام: «سمّيناه لطيفا لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة و أخفى من ذلك» . 2

و قد عدّ الرازي العلم من معاني اللّطف و قال: «اللطف بهذا المعنى يكون من الصفات الذاتية» . 3

[1] نهج البلاغة، الخطبة 199.

[2] الكافي، الأصول، ج 1، ص 91، ط الإسلامية.

[3] شرح أسماء اللّه الحسنى، ص 246، ط القاهرة.