قال العلاّمة الطبرسي في معنى اللطيف
الخبير: «يلطف عن أن تدركه الأبصار، و هو يدرك الأبصار و لا تلطف عن إدراكه و هذا
من باب اللف و النشر» 1يعني أنّ اللطيف راجع إلى قوله: لاٰ تُدْرِكُهُ
اَلْأَبْصٰارُ و تعليل له، و الخبير راجع إلى قوله: وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ
و بيان له.
و في دعاء الجوشن الكبير (الفقرة 33 :
«يا ألطف من كل لطيف» فإن جعلناه من لطف لطفا كنصر كان معناه أبرّ و أشدّ إحسانا
برفق و لطف، و إن جعلناه من لطف لطافة كان معناه أشدّ تجرّدا من كل لطيف و مجرّد»
. 2
و اللطف بهذا المعنى يكون من صفات
الجلال، قال الرازي: «إنّ الشيء الصغير الذي لا يحسّ به لغاية صغره يسمّى لطيفا، و
اللّه سبحانه و تعالى لمّا كان منزّها عن الجسمية و الجهة لم يحس به، فأطلقوا اسم
الملزوم على اللازم، فوصفوا اللّه تعالى بأنّه لطيف، بمعنى أنّه غير محسوس، و كونه
لطيفا بهذا الاعتبار يكون من صفات التنزيه» . 3
3. لا يدرك بالكنه
يقول الإمام الرضا عليه السّلام: «و
أمّا اللطيف فليس على قلّة و قضافة و صغر، و لكن