«ثمّ جعل الثواب على طاعته و وضع العقاب
على معصيته، ذيادة لعباده من نقمته، و حياشة لهم إلى جنّته» . 1
5. حسن الآلام الابتدائية
الآلام و المصائب الواقعة على المكلّفين
على نوعين: ابتدائية و استحقاقية، و القسم الأخير لا يتوجّه إليه إشكال من ناحية
الحسن و القبح و هذا واضح، و أمّا القسم الأوّل فقد يستشكل بأنّها ظلم على
المكلّف، فيجاب عنه بأنّ تلك المصائب واقعة على اللطف، إمّا للمصاب و المؤلم، و
إمّا لغيره، و في ذلك يقول أبو الصلاح الحلبي:
«و الوجه الذي يصحّ منه تعالى الإيلام،
أن يكون مستحقا أو لطفا» . 2
و قال أيضا: «و الوجه في حسن إيلام
الأطفال، كونه لطفا للعقلاء» . 3
و روي عن الإمام عليّ عليه السّلام أنّه
قال في المرض يصيب الصبي: «كفّارة لوالديه» . 4
6. وجوب نصب الإمام
استدلّت الإمامية على وجوب نصب الإمام
المعصوم على اللّه سبحانه بأنّه لطف على المكلّفين، و اللطف واجب في الحكمة، يقول
الشيخ المفيد: «الإمام هو الذي له الرئاسة العامّة في أمور الدين و الدنيا نيابة
عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إنّها لطف، و اللطف واجب في الحكمة» . 5