على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم و يقولون: لَوْ لاٰ نُزِّلَ هٰذَا اَلْقُرْآنُ عَلىٰ
رَجُلٍ مِنَ اَلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (الزخرف/31 ، كذلك عدّ لينة النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم رحمة إلهية و قال: فَبِمٰا رَحْمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ
لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ اَلْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ
حَوْلِكَ (آل عمران/159 .
4. لزوم الوعد و الوعيد
اتّفقت العدلية على لزوم الوعد و
الوعيد، و على لزوم العمل بالوعد، و لكن اختلفوا في العمل بالوعيد فالإمامية و
طائفة من المعتزلة لم يوجبوا العمل به، و طائفة من المعتزلة أوجبوه، و على كل
تقدير فالوعد و الوعيد عندهم من صغريات قاعدة اللطف، قال المحقّق الطوسي: «إنّ القائلين
بالحسن و القبح و الوجوب في العقل. أوجبوا الوعد بالثواب للمكلّفين لكونه لطفا، و
قالوا بحسن الوعيد لكونه أصلح، أو بوجوبه لكونه لطفا أيضا، ثمّ أوجبوا الوفاء
بالوعد، و اختلفوا في الوعيد. .» . 1
و فيما روي عن الهداة المعصومين دلالات
على هذا، فقد روي عن الإمام عليّ عليه السّلام أنّه قال:
«إنّ اللّه تبارك و تعالى لمّا خلق خلقه
أراد أن يكونوا على آداب رفيعة، و أخلاق شريفة، فعلم أنّهم لم يكونوا كذلك إلاّ
بأن يعرّفهم ما لهم و ما عليهم، و التعريف لا يكون إلاّ بالأمر و النهي، و الأمر و
النهي لا يجتمعان إلاّ بالوعد و الوعيد، و الوعد لا يكون إلاّ بالترغيب، و الوعيد
لا يكون إلاّ بالترهيب، و الترغيب لا يكون إلاّ بما تشتهيه أنفسهم و تلذّه أعينهم،
و الترهيب لا يكون إلاّ بضدّ ذلك، الحديث» . 2
و قالت بضعة الرسول، الزهراء البتول
(سلام اللّه عليها) في خطبتها المعروفة: