ما لا يتمّ أو لا يختار التعلّم إلاّ
معه، و لهذا متى أراد المسبّب من غيره، و هو ممّا لا يحدث منه إلاّ عن سبب، يجب أن
يريد السبب» . 1
2-علاقة اللطف بالجود و الكرم
إنّ الشيخ المفيد و إن استدلّ على وجوب
اللطف بقاعدة الحكمة كما عرفت من «نكته» ، لكنّه اختار في أوائل المقالات قولا آخر
و بنى اللطف على صفتي الجود و الكرم، حيث قال: «إنّ ما أوجبه أصحاب اللطف من
اللطف، إنّما وجب من جهة الجود و الكرم، لا من حيث ظنّوا أنّ العدل أوجبه و أنّه
لو لم يفعله لكان ظالما» . 2
و هنا تطرح أسئلة
1. كيف يصحّ القول بوجوب فعل بمقتضى
الجود و الكرم، أ ليس هذا من الجمع بين المتنافيين؟
و الجواب عنه: أنّ المقصود بالوجوب هنا
أنّ الفعل حسن جميل يلائم ما للفاعل من الكمال في ذاته و صفاته، سواء كانت صفة جود
و كرم، أو عدل و حكمة، و من الواضح أنّ ترك فعل هذا شأنه ينافي كمال الفاعل في
ذاته أو صفاته، فهو قبيح مستحيل على ذلك الفاعل، فيكون فعله واجبا، قال المحقّق
اللاهيجي: «مقصود المتكلّمين من وجوب فعل على اللّه تعالى بحكم العقل هو أنّ فعلا
يكون من شأنه أن يستحق فاعله الذم و اللوم، فيقبح صدوره عن اللّه سبحانه» . 3