كان رائجا عند المتكلّمين آنذاك، كما
ورد فيها اصطلاح اللطف بنفس المعنى المقصود عند المتكلّمين، يقول الإمام الرضا
عليه السّلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه، لكنّه متى
علم أنّهم لا يرجعون عن الكفر و الضلال، منعهم المعاونة و اللطف» . 1
و أمّا الباعث لطرح هذه المسألة في
البحوث الكلامية فهو نفس الباعث لطرح قاعدة التحسين و التقبيح، أعني: إثبات أنّ
أفعاله تعالى قائمة على أساس العدل و الحكمة، و إنّه منزّه عن الظلم و العبث، كما
يتّضح ذلك في البحث التالي.
مباني اللطف و دلائله
إنّ صفاته تعالى الفعلية ترجع إلى صفاته
الذاتية و تبتنى عليها، كما أنّ الصفات الفعلية يرجع بعضها إلى بعض، فالرازقية
مثلا من مظاهر الربوبية، و على هذا ينبغي أن نبحث عن الصفات التي يبتنى عليها
اللطف بالمعنى المعهود عند المتكلّمين، فتلك الصفات في الحقيقة مباني اللطف و
دلائله.
1. اللطف و الحكمة
المشهور في كلمات العدلية أنّ اللطف من
لوازم حكمته تعالى و إنّ ترك اللطف يستلزم نقض الغرض و هو ينافي حكمته تعالى، يقول
الشيخ المفيد:
«و الدليل على وجوبه توقّف غرض المكلّف
عليه، فيكون واجبا في الحكمة» . 2
و قال المحقّق الطوسي: «و اللطف واجب
ليحصل الغرض به» . 3
[1] عيون أخبار الرضا عليه السّلام، ج
1، الباب 11، الحديث 16، ص 123.