إنّ هناك قرائن تدل على أنّ قاعدة اللطف
من المسائل القديمة التي انطرحت في علم الكلام في منتصف القرن الثاني الهجري و قد
اتّسعت المجادلات الكلامية آنذاك، و تأسّست مدرسة المعتزلة و اشتهرت بالقول
بالتحسين و التقبيح، و وجوب اللطف و الأصلح، يقول الشهرستاني (المتوفّى 548 ه. ق)
: «و اتّفقوا على أنّ ورود التكاليف ألطاف للباري تعالى» 2و احتجاج الأشعري مع
أستاذه أبي علي الجبّائي في وجوب الأصلح مشهور.
و قد عدّ ابن خلدون (المتوفّى 808 ه)
القول بوجوب الصلاح و الأصلح من بدع المعتزلة و قال: إنّ الأشعري نهض لإبطال أمثال
هذه البدع. 3
و قد ذكر السيد المرتضى في كتابه
«الذخيرة» اختلاف الجبّائيين (أبي علي و أبي هاشم) في بعض فروعات قاعدة اللطف. 4
و من كتب هشام بن الحكم (المتوفّى 179
أو 199 ه) كتاب الألطاف، ذكره الشيخ في الفهرست، و للفضل بن شاذان (المتوفّى 260
ه) أيضا كتاب في اللطف، ذكره النجاشي في رجاله، هذا مضافا إلى أنّ اصطلاح
«الأصلح» ورد في مرويات أئمّة أهل البيت عليهم السّلام و قد عنون الصدوق (المتوفّى
381 ه) بابا بهذا الاسم في كتاب التوحيد (الباب 62 ، و قد صرّح السيد المرتضى
بأنّ اللطف قد يوصف بأنّه صلاح في الدين و أصلح، فلعلّ اصطلاح الأصلح في الروايات
ناظر إلى ما