ذُكِر لهم
من الأوصاف و الخصوصيات في كلام مثل الشهيد قدس سره و الشيخ البهائى قدس سره و
غيرهما. هذا مضافاً إلى ما أجاب به صاحب المعالم قدس سره، و ذكرناه آنفاً.
مقتضى
التحقيق؛ أنّ مشايخ الإجازات إذا كانوا ممّن اشتهر بين أجلّاء المحدّثين و فحول
المححققين، لا ريب في وثاقتهم، بل جلالتهم، كما قال الشهيد الثاني قدس سره و الشيخ
البهائي قدس سره و غيرهما. و عليه فشيخوخة الاجازة بهذا المعنى لا ريب في أماريتها
على الوثاقة و العدالة. كما قلنا: إنّ الموصوفين بهذه الأوصاف هم المقصودون من
مشايخ الإجازات في كلمات الأصحاب.
و
لكن الانصاف؛ أنّ هنا نكتة لا ينبغي التغافل عنها، و هي أنّ أمارية شيخوخة الاجازة
مع ما وصفناه من الخصوصيات، لمّا كان منشؤها اشتهار وثاقة مثل هؤلاء المشايخ، ترجع
في الحقيقة إلى أمارية الاشتهار على الوثاقة و بذلك نستطيع أن نقول: إنّ شيخوخة
الاجازة في مثل هؤلاء المشايخ الكبار مع ما ذُكر لهم من الخصوصيات و الأوصاف من
مصاديق أمارية الاشتهار على الوثاقة. و إلا فمجرد شيخوخة الاجازة، من دون اتصاف
بتلك الأوصاف، لا أمارية لها على المدح و الحُسن فضلًا عن الوثاقة و العدالة.
اللّهم
إلا أن يقال: إنّ سبب حصول الاشتهار هو كثرة الاجازة و الاستجازة. و عليه، فشيخوخة
الاجازة إذا بلغت إلى حدِّ من كثرة الاجازة و الاستجازة و الاعتناء بالمجيز- بحيث
اشتهر بذلك وثاقة الشيخ المجيز بين الأصحاب- تكون حينئذٍ من أمارات الوثاقة. فما
دام لم تصل شيخوخة الاجازة إلى هذا الحد لا أمارية لها. و لكن يرجع ذلك بالمال إلى
ما قلنا؛ من عدم أمارية شيخوخة الاجازة في نفسها، مع قطع النظر عن اشتهار الوثاقة.
فتحصّل:
أنّ شيخوخة الاجازة من حيث هي، مع قطع النظر عن ساير