- ترد هذه
المناقشه. و أما لو قلنا بأنّ مرادهم من اشتهر من مشايخ الاجازات بأخذ الحديث، و
استجازة أعاظم الأصحاب و أجلّاء المحدّثين و الفقهاء منه، و إكثار روايتهم عنه،
ممّن استفاض النقل عنه في كتب الحديث المشهورة المعتبرة، و شاع الاعتناء بشأنه و
الاعتراف بجلالته و الخضوع في قبال عظمته و ورعه، فلا ترد هذه المناقشه بأيّ وجه.
الثانية: و
هي نقضية، و حاصلها: أنّ النجاشي قد ضعّف بعض مشايخ الاجازة، كالحسن بن محمد بن
يحيى[1] و الحسين
بن الحمدان الخصيبي (الحضيني)، و هما أجازا التلّعكبري.
و
فيه: أنّ الشيخين المذكورين ليسا من المشتهرين باستجازة أعاظم الأصحاب و أجلّاء المحدّثينو
الفقهاء منهم، و لا ممن أجاز في نقل الكتب المشهورة المعوّل عليها، و لا ممن شاع
الاعتناء بشأنه، و لم يحصل فيهما ساير الأوصاف التي ذكر الأصحاب حصولها في مشايخ
الاجازات المستغنية عن التوثيق.
الثالثة: و
هي أيضاً نقضية، و حاصلها: أنّ مشايخ الاجازة لم يكونوا أجلّ قدراً و أرفع مقاماً
من أصحاب الاجماع، بل إنّهم أشهر من مشايخ الاجازة، و الحال أنّ مشايخ الجرح و
التعديل تعرّضوا إلى حالهم بالتوثيق و التعديل فكيف ذكروا حال أصحاب الاجماع و
وثّقوهم، و لكن لم يوثِّقوا مشايخ الاجازات؟ فهل هذا إلا لعدم إحراز وثاقتهم؟
و
فيه: أنّا نمنع تحقق اشتهار الوثاقة و الجلالة و شياع الاعتناء و الاعتماد في جميع
أصحاب الاجماع، بمثل ما تحقق في أجلّاء مشايخ الاجازات، مع ما