المصنفين.
فلعلّ إغفال ذكر المشايخ بسبب أنّهم لم يكونوا من جملة المصنّفين، لا لعدم
الاعتناء بهم أو عدم إحراز وثاقتهم.
و
يمكن الجواب عن ذلك أيضاً؛ بأنّ شدّة اعتناء المستجيز و اعتماده على المجيز و
تعظيمه له، قرينةٌ تقوّي الظن بوثاقة المجيز، فأغنت عن التنصيص على المدح و
التوثيق، كما وجّه بذلك المحقق المامقاني قدس سره كلام الشيخ محمد، فقال: «و لعلّ
مراد المحقّق الشيخ محمد بقوله: عادة المصنفين عدم توثيق الشيوخ، بيان أنّ جريان
عادتهم على ذلك يكشف عن كون وثاقته مسلّماً بينهم».[1]
و
قد ناقش السيد الخوئي قدس سره في ذلك حلًاّ و نقضاً.
المناقشة
الاولى: و هي حلّية. و حاصلها: أنّ امتياز مشايخ الاجازة عن غيرهم من الرواة
ليس إلا بالاجازة. و ليست فائدتها إلا تصحيح الاسناد إلى المجيز، و ترتيب حكم
الرواية المسندة على ما ينقل عنه بالاجازة. و عليه فلا امتياز للمجيز على نفس
الراوي. فلو قلنا بأنّ رواية الثقة عن شخص كاشفة عن وثاقته أو حسنه فهو، و إلا فلا
تثبت وثاقة الشيخ بمجرد الاجازة و الاستجازة. فكما أنّ الرواية عن شخص أو تحديثه
لا يكون في حكم توثيق المحدّث، فكذلك الاجازة و الاستجازة.
و
فيه: أنّ هذه المناقشة تبتني على تفسير شيخوخة الاجازة بغير ما يظهر من كلمات
الأصحاب، كما أشرنا إليه في صدر البحث.
بيان
ذلك: أنّ المراد لو كان مطلق شيخوخة الاجازة المتحقّقة بمجرد الاجازة و الاستجازة-
و لو في نقل رواية أو روايات قليلة من غير الأجلّاء