وأمّا إسناد
ذلك إلى الشيطان في الآية، فقيل إنّه مبنيعلى زعم العرب. وقيل إنّه على طريق
الواقعية لا الزعم، لأنّ الشيطان بإلقاء الوساوس الهائلة والخيالات المخوفة يسلب
عن آكل الربا قدرة التفكر في امور الدنيا ويمنعه من الاستقامة في طريقة العيش
فيجعل قرينة كالحياري والمجانين، فشبّه به عذاب يوم القيامة في الآية الشريفة.
وهذه
الحالة علامة أكلة الربا في يوم القيامة، وبها يعرفون كسائر أهل المعاصي، حيث يعرف
كلّ صنف منهم بهيئة أو حالة خاصّة، وكذا أهل الطاعات وأصناف المؤمنين من النبيين
والشهداء والصدّيقين والعلماء وغيرهم.
ويشهد
لذلك ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره بإسناده الصحيح عن هشام عن أبي عبداللَّه
عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم لما اسري بي إلى
السماء رأيت قوماً يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر أن يقوم من عظم بطنه، فقلت: من
هؤلاء يا جبرئيل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون، إلّاكما يقوم الذي
يتخبّطه الشيطان من المسّ»[1].
والحاصل:
أنّ ما وعده اللَّه تعالى أكلة الربا يوم القيامة في هذه الآية لا ريب في كونه من
أنواع العذاب. فتتمّ بذلك دلالتها على الحرمة.