وإنّما
قدّمنا ذكرها عن الاستدلال بالكتاب، لمراعاة ترتيب المتن، ولأجل توضيح ما جاء في
كلام السيّد الماتن قدس سره بقوله: «وهو من الكبائر العظام». وسوف يأتي ذكر طوائف
من النصوص الدالّة على حرمة الربا بتعابير مختلفة بعد الاستدلال بالكتاب، تبعاً
لترتيب المتن.
الاستدلال
بالكتاب المجيد
1-
وقد دلّ على حرمة الربا كثير من الآيات القرآنية. وأهمّها ما يلي:
ومعناه-
كما قال المفسرون- أنّ آكل الربا يوم القيامة إنّما يقوم كقيام المصروع بالجنون،
ولا يتمكّن من الاستقامة ولا يقدر على القيام بسبب وزر الربا وثقله الذي يثقل
عليه. فكأنّ ما أكل من الربا ربا في بطنه وصار شيئاً عظيماً ثقيلًا على ظهره، بل
نفذ وتغلغل في لحمته، فسلب بذلك قدرته على الاستقامة في المشي، فيمشي يوم القيامة
من غير اتّساق ويقوم بلا تعادل ولا استقامة.
وقوله:
(يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ) أي يصرعه الشيطان بإذهاب
عقله وإلقاء الوساوس الهائلة إليه. وحقيقة الخبط هي الضرب الشديد كما عن الزمخشري
في «أساس البلاغة»، أو مطلق الضرب كما عن غيره. والتخبُّط هو التوطئة والمسّ.