ثانيهما:
عدم الاستحلال، كما دلّ عليه قوله عليه السّلام: «ما آمن بالقرآن من استحلّ حرامه
و استحرم حلاله». و لكنه خلاف الظاهر؛ لدلالة الآية على ما يعمّ ذلك، كما يفيده
التقريب الأوّل.
فالمقصود عدم النقض و
المخالفة و الاهانة. و ذلك إنّما ينطبق على قسم من التعظيم كما قلنا.
و أما السنة:
فقد يستدل لوجوب تعظيم شعائر
اللّه بعموم الأمر بها في قول الصادق عليه السّلام «و عظّم شعائر اللّه» في صحيحة
معاوية بن عمار[1].
و قوله عليه السّلام: «أيها
الناس من كان عنده سعة فليعظم شعائر اللّه» في خبر دعائم الاسلام[2].
و من هذه النصوص ما عدّ فيه
تعظيم حرمات اللّه من فروع الدين، كالمروية في بصائر الدرجات عن الصادق عليه
السّلام قال في حديث: «و من فروعهم ... إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر
رمضان و حج البيت و العمرة و تعظيم حرمات اللّه و شعائره و مشاعره و تعظيم البيت
الحرام و المسجد الحرام و الشهر الحرام»[3].
و يمكن الجواب عن هذه
الروايات بأنّ المقصود من الشعائر فيها هو الهدي. و ذلك للتصريح بالأمر بشرائه في
صدر صحيحة
[1] فروع الكافي: ج 4، ص 491، ح 14 و الوسائل: ج 10، ص
97- 98.