واجبة
مطلقا؛ لاطلاق مثل قوله تعالى: وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ[1]. و قوله:
وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[2]، و غير ذلك من إطلاقات الكتاب و السنة. هذا مضافا إلى ظهور لفظ
التقوى- حسب موارد استعماله- في صيانة النفس و الاحتراز عما فيه خوف العقاب.
و عليه يمكن استظهار وجوب
تعظيم الشعائر من الآية بتقريب أنّ تعظيم الشعائر من التقوى بدلالة الآية، و كل
تقوى واجب بدلالة إطلاقات الأمر به، فتعظيم الشعائر واجب و هو المطلوب. و لا يخفى
أنّ الآية تدل باطلاقها على كون تعظيم الشعائر مطلقا من التقوى، بلا فرق بين
مصاديق التعظيم.
و يمكن فيه النقاش بأن ظهور
لفظ «التقوى» بحسب اصطلاح الكتاب و السنة و لسان الفقهاء في الاتقاء عما فيه خوف
العقاب الأخروي من المحرّمات و المعاصي، و إن ليس ببعيد، كما قال في المفردات[3]،
إلّا أنّ الذي جاء في الآية هو لفظ «تقوى القلب»، لا التقوى وحده. و كون لفظ
التقوى بالمعنى المزبور فيما أضيف إلى القلب ممنوع، بل هو بمعنى تنزيه القلب عن
رذائل الصفات و دنائس الأوهام و الأفكار و سيئات النيات و الأخلاق، كما قال في
مجمع البحرين في بيان لفظ تقوى القلب.