هذا مع أنّ لفظ شعائر اللّه
استعمل في جميع الآيات المتضمّنة له بمعنى مناسك الحج و هي كلّها مجعولة بجعل
الشارع.
و خامسا: بأنّه لو اوكل جعل
الشعائر الدينية بأيدى أهل العرف لتبدّل دين اللّه و تغير شريعته و لصارت أحكام
اللّه تابعة لسلائق الناس و عاداتهم و رسومهم. بل ليلزم أن تكون عادة كل إقليم و
رسم كل قبيلة شعارا من شعائر اللّه.
فاذا لكان دين اللّه و شريعته
تابعا لعادات الناس و مختلفا باختلاف رسومهم و سلائقهم.
بل يلزم من ذلك تحليل الحرام
و تحريم الحلال؛ إذ ربّ فعل ممنوع في الشريعة لا قبح عند قوم؛ لما جرت عادتهم على
الاتيان به، بل التبرّك به. و بالعكس ربّ فعل جائز في الشريعة جرت عادة قوم من
الناس على تركه و تقبيح فاعله، بل يؤاخذون فاعله و يواجهون بمواجهة عنيفة مغضبة.
كما نشاهد ذلك في كثير من الخرافات بين أعرافنا من مختلف الأقوام و القبائل، بل
كثيرا مّا نشاهد استنادهم ذلك إلى الدين.
نقد الاستدلال المزبور
بأدّلة كون شعائر اللّه بمعناها الارتكازي الواسع
يرد على الاستدلال المزبور
وجوه من النقاش. و هذه الوجوه تصلح للدليلية على كون «شعائر اللّه»