قال «و اللَّه محيط بالكافرين» أي لا يفوتونه، و هو تخويف شديد بالغلبة
فالمعلوم الذي علم من كل وجه بمنزلة ما قد احيط به بضرب سور
حوله و كذلك المقدور عليه من كل وجه إذا اطلق اللفظ فالاولى أن يكون
من جهة المقدور كقوله تعالى «و اللَّه محيط بالكافرين» و قوله «و كان اللَّه
بكل شيء محيطاً» و يجوز أن يكون من الجهتين فاذا قيّد بالعلم فهو من
جهة المعلوم لا غير، و يقال للعالم بالشيء عالم و إن عرف من جهة
واحدة فالفرق بينهما بيّن، و قد أحتطت في الامر إذا أحكمته كأنّك منعت
الخلل أن يدخله، و إذا احيط بالشيء علماً فقد علم من كل وجه يصحّ أن
يعلم منه، و إذا لم يعلم الشيء مشاهدة لم يكن علمه إحاطة».[1]
[1] -/ معجم الفروق اللغوية: ص 487.