سمّي الحائط حائطاً، و معنى ثان يحتمل أن يكون نصباً على الظرف،
معناه مستولياً مقتدراً، كقولهعزّ و جلّ: «و ظنّوا أنّهم احيط بهم»[1] فسمّاه
إحاطة لهم لأنّ القوم إذا أحاطوا بعدوّهم لم يقدر العدوّ على التخلّص
منهم».[2] و لفظ المحيط اسم فاعل من أحاط يحيط و أصله من الحَوْط،
مصدر حاطَهُ حَوطاً، و معناه الاطافة بالشىء كما يظهر من ابن فارس
في المقائيس[3] و لقد أجاد ابو هلال في تحقيق معناه، قال في الفرق بين
المحيط بالشىء و بين العالم به: «إنّ أصل المحيط المطيف بالشيء من
حوله بما هو كالسور الدائر عليه يمنع أن يخرج عنه ما هو منه و يدخل
فيه ما ليس فيه، و يكون من قبيل العلم و قبيل القدرة مجازاً فقوله تعالى
«و كان اللَّه بكل شيء محيطاً» يصلح أن يكون معناه أنّ كل شيء في
مقدوره فهو بمنزلة ما قبض القابض عليه في امكان تصريفه، و يصلح
أن يكون معناه أنّه يعلم بالاشياء من جميع وجوهها و قال «قد أحاط بكل
شي علماً» أي علمه من جميع وجوهه و قوله «و أحاط بما لديهم» يجوز في
العلم و القدرة قال «قد أحاط اللَّه بها» أي قد أحاط بها لكن بتمليككم إيّاه و
[1]-/ يونس: 22.
[2]-/ التوحيد: ص 212.
[3]-/ المقائيس اللغة: ج 2، ص 120.