كلَّ شيءٍ و قدّره تقديراً».[1] و قوله (تعالى): «إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدر».[2]
و قد ورد في النصوص أنّ القدر هو هندسة المخلوق بالطول و
العرض و البقاء. و هذا إشارة إلى ما قلناه في تفسير البَرء. و إنّ للعلامة
الطباطبائي بياناً جامعاً في معنى القدر[3] في ذيل الآية 49 من سورة
القمر. و اما تلك النصوص. فمنها: صحيح يونس عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام في حديث قال: «قلت فما معنى (قدّر)؟ قال عليه السلام: تقدير الشي من
طوله و عرضه ...».[4]
و صحيح محمّد بن إسحاق قال: «قال أبوالحسن عليه السلام في حديث
ليونس: «أو تدري ما قدّر؟ قال: لا. قال عليه السلام: هو الهندسة من الطول و العرض و
البقاء».[5]
و الحاصل: أنّه كيف يقطع الخياط القميص طولًا و عرضاً و ارتفاعاً
لخياطة الثوب بشكله الخاص؟ فكذلك في خلقة الموجودات بأنحائها
المختلفة بما لها من الخصوصيات الذاتية و الصنفية و الفردية. و أما
[1] -/ سورة الفرقان: الآية 2.
[2] -/ سورة القمر: الآية 49
[3]-/ تفسير الميزان: ج 19، ص 101.
[4] -/ المحاسن: ج 1، ص 380، الرقم 241.
[5] -/ المحاسن: ج 1، ص 380، ح 242.