responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة نویسنده : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    جلد : 1  صفحه : 380

و البُرءُ من المرض بمعنى التقطُّع من أسباب المرض و آثاره. و

البرائة من الدَّين قطع الذمة بافراغها منه. و البراءة من المشركين- كما

جاء في القرآن- قطع العلقة، و منه أصل التبرّي الذي من أصول المذهب،

و هكذا في ساير موارد.

و عليه فالباري هو القاطع الفاصل بين مخلوقاته بخصوصياتها

الذاتية و الصنفية و الفردية، و المقدّر بحصص وجوداتها، و المميّز

بينها بالأشكال و الصور المختلفة، بل بالآجال و مدّة الأعمار، و إن يُعبّر

عن الأخير- أي المميّز بالأشكال و الصور- بالمصوّر. أللهم إلّاأن يقال‌

أنّه خصوص المميز بصور الوجوه لا بأشكال ساير الأعضاء.

ثم إنّ ههنا نكتة، و هي أنّ الخصوصيات الذاتية و الصنفية و الفردية

غير قابلة للخلق و الايجاد باستقلالها، مع قطع النظر عن وجود الأشياء

ذوي‌الخصوصيات؛ لأنّ الماهية ليست إلّاما انتزعه الذهن من كيفية

وجود الأشياء الخارجية و أدركه العقل و اختزنه في خزانة الذهن.

و عليه فليس معنى «الباري» خالق الماهيات و الخصوصيات بحيالها

مستقلًا، بل معناه تقدير الموجودات، و تحديد وجود كل شيٍ و تعيين‌

مقدار وجوده و تفكيك حصّتة الوجودية بمالها من الخصوصيات. و

هذا قول مَن قال: لا خَلَق اللَّه المشمشة مشمشةً بل أوجدها. كما هو

المراد من قوله (تعالى‌): «قد جعل اللَّه لكل شي‌ءٍ قَدْراً».[1] و قوله (تعالى‌): «فخلق‌


[1]-/ سورة الطلاق: الآية 3.

نام کتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة نویسنده : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست