و عليه فلو كان مقصوده من الاتصال الداعي بحقيقة الاسم الأعظم
انقطاعه إلى صفة من صفات الباري و توجُّهه و نصب عينيه و تمركز
حواسّه الباطني و محوه بشراشر وجوده و لحمة أعضائه في حقيقة
تلك الصفة و حاقّ ذلك الاسم فهو صحيح، بل ليس حقيقة الدعاء إلّاذلك.
و لكن ليس ذلك اتصاله الحقيقي بحقيقة ذلك الاسم، كما هو واضح، و لا
يمكن إنكار تأثير الدعاء حينئذٍ.
فالدعاء بالاسم الأعظم كالدعاء بسائر اسمائه الحسنى، كما لا يخفى
ّ تأثير الدعاء أساساً ليس من سنخ تأثير العلة التكوينية، بل خارج عن
نظام التكوين، و إن كان ربما يُهيّئ اللَّه (تعالى) لعلل و الأسباب المادّية
لقضاء حاجة الداعي بسبب دعائه، إلّاأنَّ سببية الدعاء كسببية دعوتك
لأخيك المؤمن في اجابته. فالدعاء في الحقيقة من المعدّات، لا من
الأسباب، و السبب الأصلي الحقيقي إرادته (تعالى).
ثم قال في موضع آخر: «و في البصائر باسناده عن الباقر عليه السلام قال: إنّ
اسم اللَّه الأعظم على ثلاثة و سبعين حرفاً، و إنما عند آصف منها حرف واحد،
فتكلم به فخسف بالأرض فيما بينه و بين سرير بلقيس، ثم تناول سريره بيده
ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، و عندنا نحن من الاسم اثنان و
سبعون حرفاً، و حرف عند اللَّه استأثر به في علم الغيب عنده، و لا حول و لا
قوة إلّاباللَّه العلى العظيم.
و فيه أيضاً بإسناده عن أبيعبداللَّه عليه السلام قال: إنَّ اللَّه عزّوجلّ جعل اسمه