العلامة الطباطبائي
و لا يخفى عليك ما يُترائ من التهافت بين صدر
كلامه و بين ذيله؛ حيث يظهر من صدر كلامه أنّ
الاسم الأعظم يؤثر بحقيقته العينية لا بالدعاء بلفظه، و يظهر من ذيل
كلامه أنّ المؤثر هو الدعاء بالاسم الأعظم مع توفّر شرائط الدعاء، من
انقطاع الداعي عن كل ما سوى اللَّه إليه (تعالى) و اتصاله المحض بذاته
المقدسة و جعل ذلك من قبيل تأثيرالاسم بحقيقته العينية الخارجية. و
الحال أنّ المؤثر حينئذٍ ليس إلّادعاءُ من يدعو بذلك الاسم. و من الواضح
أنّ كون الدعاء واجداً لشرائط الاستجابة لا يخرجه عن التأثير، بل
الشرائط شرط تأثيره، فكيف يكون معنى ذلك و مرجعه إلى كون
المؤثر حقيقة الاسم الأعظم المدعوّبه و وجوده العيني الخارجي؟.
و على أيّ حال فلو كان مراده أنّ المؤثر و حده هو حقيقة الاسم و
وجوده العيني الذي يحكي عنه الاسم اللفظي فلا يجتمع ذلك مع تأثير
الدعاء به. اللّهم إلّاأن يكون الدعاء الحقيقي الواجد لشرائط الاستجابة
علّة معدّة لتأثير حقيقة الاسم، بمعنى تعلّق إرادته و مشيئته سبحانه و
(تعالى) باجابة دعوة الداعي باسمٍ من أسمائه الحسنى على النحو
المناسب لما يقتضيه ذلك الاسم. و بعبارة أخرى تتعلّق ارادته بما
يقتضيه بعض صفاته و أسمائه المدعوّبه؛ إجابةً لدعوة الداعي.