هذا يتوقف على دعاء و طلب حقيقي، و أن يكون الدعاء و الطلب
منه (تعالى) لا من غيره، كما تقدم في تفسير الآية.
فمن انقطع عن كل سبب و اتصل بربه لحاجة من حوائجه، فقد اتصل
بحقيقة الاسم المناسب لحاجته، فيؤثر الاسم بحقيقته و يستجاب له، و
ذلك حقيقة الدعاء بالاسم، فعلى حسب حال الاسم الذي انقطع إليه
الداعي يكون حال التأثير خصوصاً و عموماً. و لو كان هذا الاسم هو
الاسم الأعظم انقاد لحقيقته كل شي و استجيب للداعي به دعاؤه على
الإطلاق. و على هذا يجب أن يحمل ما ورد من الروايات و الأدعية في هذا
الباب، دون الاسم اللفظي أو مفهومه.
و معنى تعليمه (تعالى) نبياً من أنبيائه أو عبداً من عباده اسماً من
أسمائه أو شيئاً من الاسم الأعظم، هو أن يفتح له طريق الانقطاع إليه
(تعالى) باسمه ذلك في دعائه و مسألته، فإن كان هناك اسم لفظي و له
معنى مفهوم، فإنّما ذلك لأجل أنّ الألفاظ و معانيها وسائل و أسباب
تحفظ بها الحقائق نوعاً من الحفظ، فافهم ذلك».[1]
نقد كلام
[1] -/ تفسير الميزان: ج 8، ص 354- 356.