التي وصف بها نفسه فعقد عليه قلبه و نطق به لسانه في سرائره و علانيته
فاولئك أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام. و في حديث آخر: اولئك هم المؤمنون
حقّاً»[1].
يعنى: من عبداللَّه باعتقاد وهمي بتمثيل و تشبيه، فقد كفر و أشرك
كما سبق بيانه في نصوص نفي التشبيه. وليس المراد عبادته بغير يقين
و اعتقاد جازم، بل باحتمال و شكّ؛ لعدم استلزام ذلك الكفر.
و من لم يعتقد وراء الاسماء بمسمّى- و هو ذاته المقدّسة- فقد كفر، و
كذا من عبد الاسم في عدل المسمى بخياله فقد أشرك. ولكن من عبد
المعنى معتقداً بكون الأسماء حاكيات عن ذاته المقدّسة الواحدة
البسيطة المستجمعة لصفات الجمال و الجلال على نحو وصفها اللَّه في
كتابه المجيد و أخبر به النبي صلى الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام فأولئك أصحاب
أميرالمؤمنين عليه السلام و اولئك المؤمنون حقاً و أهل التوحيد الخالص.
و نظيره صحيحة هشام: «سأل أباعبداللَّه عليه السلام عن أسمائه عزّوجلّ و
اشتقاقها، فقال: اللَّه مشتقٌ و إله و إله يقتضى مألوهاً و الاسم غير المسمّى فمن
عبدالاسم دون المعنى فقد كفر و لم يعبد شيئاً و من عبد الاسم و المعنى فقد
أشرك و عبد الاثنين و من عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد، أفهمت يا
هشام، قال: قلت زدني، قال للَّهعزّوجل تسعة و تسعون اسماً فلو كان الاسم هو
[1] -/ التوحيد: ص 220 ح 12.