ذاته، و هو التوحيد. و من هنا قال قدس سره: «نظام توحيده نفي الصفات عنه؛
أي نفي صفات المخلوقات أو نفي الصفات الزائدة عن ذاته المقدسة، كما
في المخلوقات. و ذلك بقرينة قوله: «حلّته الصفات»؛ لدلالته على الاتحاد
الحلولي. و هذا النوع من الاتحاد إنّما يتصور في العارض و المعروض و
ذلك من خواص الأجسام، و هي كلّها مخلوقة مصنوعة. و لازم ذلك
تحديد ذات اللَّه بحدٍّ.
و قوله: «نظام توحيده» تشبيه بخيط السُبحة؛ حيث يُعبّر عنه بنظام
السبحة؛ لأنّ بخرقه تتساقط حبّات السُّبحة و لا يمكن جمعها و تنظيمها
على النحو الأوّل، كما جاءَ في خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام: «مكان القيّم
بالأمر مكان النظام من الخَرَز يجمعه و يضمه. فان انقطاع النظام، تفرّق
الخرز و ذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبداً»[1].
قوله: «القيّم بالأمر»؛ أي القائم به، و المقصود الخليفة. «النِّظام»؛ أي
الخَيط، يُنظم به، و الخَرَز- بفتحتين-: أي حبّات السُّبحة و نحوها، مما
يُجمع و يُنتظم بالخيط بصورة الحلقة.
قوله: «بحذافيره»؛ جمع الحِذفار، و هو أعلى الشي و ناحيته. و
المقصود اصول الحَرَز و جوانبه على طبق النظم السابق.
و حاصل مقصود الامام عليه السلام أنّ قوام التوحيد إنّما هو نفي صفات
[1] -/ نهج البلاغة: صبحي الصالح، ص 203 ح 146.