نظام التوحيدنفي الصفات عن ذات الباري تعالى
و قال عليه السلام: «أوّل عبادةاللَّه معرفته. و أصل معرفته
توحيدُه. و نظام توحيده نفي الصفات عنه. جلّ
أن تَحُلَّه الصفات؛ بشهادة العقول أنّ كل من حلَّته
الصفات، فهو مصنوع. و شهادة العقول أنّه جلّ جلاله صانع ليس بمصنوع.
بصُنع اللَّه يُستَدلُّ عليه، و بالعقول يعتقد معرفته، و بالفكر ثبت حجّتُه. جعل
الخلق دليلًا عليه فكَشَفَ به ربوبيته ... بمضادّته بين الأشياء المتضادّة عُلِمَ أن
لا ضِدَّ له، و بمقارنته بين الامور المقترنة عُلم أن لا قرين له».[1]
قوله: «أوّل عبادة اللَّه معرفته» و الوجه فيه: أنّ بدون المعرفة ليست
العبادة عبادة حقيقيةً؛ لأنّ من لم يعرف اللَّه يعبد غير اللَّه في الحقيقة أو
يعبد معبوداً مجهولًا غير معروف. و أصل معرفته توحيده؛ لأنّ صفاته
لابدّ و أن تنتهى إلى ذاته؛ بأن تكون عين ذاته بخلاف صفات المخلوقات.
و عليه فيدور معرفة ذاته مدار هذه النكتة؛ أعنى بها كون صفاته عين
[1] -/ الاحتجاج: ج 1، ص 298.