العالم. فللنظام الخارجي نوع تقدّم على تلك الصور العلمية و القوانين
الكلية، و هي تابعة له. ثم إنّ هذا النظام الخارجي بوجوده الخارجي فعل
أولئك الأرباب المفروضين. و من المستحيل أن يتأثّر الفاعل في فعله
عن الصور العلمية المنتزعة عن فعله المتأخّرة عن الفعل.
ثم أشكل بقوله: هب أنّ الأرباب المفروضين للنظام الخارجي لا
يتبعون في فعلهم الصور العلمية المنتزعة عن الفعل، و هي علوم ذهنية
حصولية تابعة للمعلوم، لكن للأرباب المفروضين فواعل علمية علموا
بها في مرتبة ذواتهم قبل الفعل، فلِمَ لايجوز تواطؤُهم على التسالم و
توافقهم على التلائُم في العلم قبل الفعل؟
فأجاب بأنّ علم الفاعل العلمي بفعله قبل الايجاد علم حضوريٌ، و
ملاكه وجدان العلّة كمال المعلول بنحو أعلى و أشرف و السنخية بين
العلّة و معلولها. و فرض تواطؤ الأرباب و توافقهم في مرتبة هذا المعنى
من العلم إلغاءٌ لِما هو المفروض من تعددهم و تغايرهم.
هذا، ولكن الصحيح في الجواب عن الاشكال المزبور أنّ المفروض
ناظمين كلُّ واحد منهما واجب الوجود بالذات. و المشاورة إنّما هي
لرفع النقص و تثبت احتياج المشاور إلى علم صاحبه. و النقص و
الاحتياج مستحيلان في واجب الوجود بالذات.
و أما وجه لزوم الفساد من تعدّد واجب الوجود الناظم أنّه لمّا كان
المشاورة و التواطؤ مستحيل في حق واجب الوجود بالذات. فلا محالة