و في مقام الجواب عن هذا التدافع نقول: إن أمكن توجيه الآيات
الأولى بشكل تبتعد عن فكرة الجبر فهو و إلّا أمكن أن يقال: إن هذا التدافع شاهد بنفسه
على فكرة الأمر بين الأمرين، فمرة ينسب الفعل إلى الإنسان بأحد اللحاظين و أخرى
ينسب إلى اللّه سبحانه باللحاظ الآخر.
فمثلا الآية الأولى نسبت
الاضلال و الهداية إلى اللّه سبحانه باعتبار أنه وفّر أسباب الهداية و الضلال و
هكذا في الآية الثانية نسب الختم إليه باعتبار أنه وفّر أسباب ذلك بينما الآيات
الأخرى نسبت الفعل إلى الإنسان باعتبار أنه الصادر منه بالمباشرة.