و الجواب عن هذه الشبهة على ما ادعاه أمر غير ممكن و لو تظاهر
الثقلان. هذا ما ذكره قدّس سرّه.[1]
و قد سبقه في افادة هذا
المطلب الشيخ محمّد تقي الاصفهاني في هداية المسترشدين، بل نسب الشيخ النائيني ما
ذكره إلى جماعة من محققي المتأخرين.
و قد نسب الشهيد مطهري
ذلك إلى جماعة من المتكلمين.[2]
و قد قبل هذا السيد
الخوئي و اصطلح على الوسيط بإعمال القدرة و السلطنة اللذين يعبر عنهما بالاختيار.[3]
و أما مفهوم السلطنة
الذي استعان به السيد الشهيد فهو قد ذكره لا كوسيط بين الإرادة و الفعل بل لبيان
أن قاعدة (الشيء ما لم يجب لا يوجد) تختص بغير موارد وجود السلطنة، فالشيء لا
يوجد إلّا أن يصل إلى مرحلة الوجوب أو يفترض وجود السلطنة.[4] و ربما يتضح المطلب أكثر فيما بعد إن
شاء اللّه تعالى.
و الخلاصة: أن الشيخ
النائيني و غيره فسروا الإرادة بالشوق المؤكد و فكّروا في ايجاد وسيط بين الإرادة
و الفعل ليكون صدوره من خلال الوسيط اختياريا.
و فيه:
أوّلا: إن تفسير الإرادة
بالشوق المؤكد محل تأمل، فإنه تفسير منسوب إلى الحكماء، و قد اختاره السبزواري في
منظومته بقوله: (شوقا مؤكدا إرادة سما) و قد سار عليه الأصوليون و لم يذكروا غيره.