ليس غرض الأصحاب و
المعتزلة من نفي وجود صفات في مقابل الصفات المشهورة ادعاء أن الكلام يدل مباشرة
على الصفات المشهورة.
إن قلت: فعلى ما ذا يدل
إذن؟
قلت: أما الجمل الخبرية
فهي تدل على ثبوت النسبة أو نفيها في نفس الأمر من ذهن أو خارج، كالإنسان نوع أو
كاتب.
و أما الصيغ الانشائية
فهي موجدة لمعانيها في عالم الانشاء، أي قصد إيجاد معانيها بها في عالم الانشاء.
و ربما يكون الوجود
الانشائي منشأ لانتزاع اعتبار ذي آثار شرعية أو عرفية، كما هو الحال في صيغ العقود
و الايقاعات.
نعم يمكن أن يدعى دلالة
الصيغ بالدلالة الالتزامية على ثبوت الصفات في النفس إما لأجل وضعها لانشائها فيما
إذا كانت الصفات المذكورة ثابتة في النفس أو لأجل انصراف اطلاقها إلى ذلك.