الاحتمالات
في جملة مِنْ حَيْثُ
أَمَرَكُمُ اللَّهُ
و
بهذا اتّضح وجود احتمالين في المراد من جملة مِنْ
حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ فاذا ضممنا إليها احتمالا آخر صار
المجموع ثلاثة، و هي:
1-
الطريق الذي أمر سبحانه بسلوكه، و هو طريق النكاح دون السفاح.
2-
طلب الإتيان في الوقت الذي يجوز فيه الجماع.
3-
إرادة الأمر التكويني، أي فأتوهن من القبل الذي أمركم سبحانه أمرا تكوينيا بسلوكه،
بمعنى انه جعل الجماع في القبل وسيلة للتوالد و بقاء البشرية و فطر الخلائق على
الغريزة الجنسية و سلوك الطريق المذكور حفظا لبقاء البشرية.
ثم
انه ينبغي ان يكون واضحا ان الأمر بالإتيان من حيث أمر اللّه وارد مورد توهّم
الحظر، و معه فأقصى ما يدل عليه هو رفع الحرمة.
الاحتمالات
في جملة فَإِذا تَطَهَّرْنَ
من
الواضح ان المراد من قوله تعالى: حَتَّى يَطْهُرْنَ:
حتى ينقطع الدم.
و
المراد من قوله تعالى: فَإِذا تَطَهَّرْنَ أمّا
التطهر بمعنى الاغتسال أو التطهّر بمعنى غسل الموضع المتلوث بالدم. و مع وجود هذين
الاحتمالين فلا يمكن ان يستفاد من الآية الكريمة توقف جواز وطء الحائض بعد نقائها
على الاغتسال بل أقصى ما يستفاد حرمة وطئها ما دامت لم تنق من الدم و لم تغسل
الموضع.
بل
يمكن ان يقال: ان جملة حَتَّى يَطْهُرْنَ تدل على
كفاية انقطاع الدم في جواز الوطء، في حين ان جملة فَإِذا
تَطَهَّرْنَ تدل على اعتبار زيادة على ذلك فيحصل التعارض بينهما، و معه لا يمكن
الاستدلال بالآية الكريمة على