يوما بعد
العصر حتى غربت الشمس و بدت النجوم و جعل الناس يقولون:
الصلاة
الصلاة، فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر و لا ينثني: الصلاة الصلاة فقال ابن عباس:
اتعلّمني بالسنة لا أمّ لك؟ ثم قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و
سلّم جمع بين الظهر و العصر، و المغرب و العشاء. قال: عبد اللّه بن شقيق: فحاك في
صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدّق مقالته»[1].
معنى
اللام
ثم
ان اللام في قوله تعالى: لِدُلُوكِ الشَّمْسِ قد فسّرت
بالسببية و بمعنى لأجل.
هذا
و لكن إذا كان عندنا لام بمعنى التوقيت و العندية فالأنسب تفسيرها بذلك، أي أقم
الصلاة وقت دلوك الشمس و عند ذلك.
قرآن
الفجر
ثم
ان قوله تعالى: وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ عطف على كلمة «الصلاة»، أي و أقم
قرآن الفجر الذي هو صلاة الصبح على ما دلت عليه الروايات، كموثق إسحاق الآتي.
هذا
و قد قيل: ان تسميتها بقرآن الفجر لأجل اشتمالها على قراءة القرآن من باب تسمية
الشيء باسم جزئه[2].
و
هذا أمر غير مهم. و المهم هو التعبير عنها بقرآن الفجر الدال على ان بداية صلاة
الصبح هو طلوع الفجر.
[1] صحيح مسلم 1: 491، كتاب صلاة المسافرين و قصرها،
الباب 6، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، ذيل الحديث 57.