و
هي القصد إلى الفعل بعنوان الامتثال و القربة[1]
و يكفي فيها الداعي القلبي و لا يعتبر فيها الإخطار بالبال و لا التلفظ فحال
الصلاة و سائر العبادات حال سائر الأعمال و الأفعال الاختيارية كالأكل و الشرب و
القيام و القعود و نحوها من حيث النية نعم تزيد عليها باعتبار القربة فيها بأن
يكون الداعي و المحرك هو الامتثال و القربة و لغايات الامتثال درجات أحدها و هو
أعلاها[2] أن يقصد
امتثال أمر الله لأنه تعالى أهل للعبادة و الطاعة
و
هذا ما أشار إليه أمير المؤمنين ع[3] بقوله:
إلهي ما عبدتك خوفا من نارك و لا طمعا في جنتك بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك.
الثاني
أن يقصد شكر نعمة التي لا تحصى. الثالث أن يقصد به تحصيل رضاه و الفرار من سخطه.
الرابع أن يقصد به حصول القرب إليه.
الخامس
أن يقصد به الثواب و رفع العقاب بأن يكون الداعي إلى امتثال أمره رجاء ثوابه و
تخليصه من النار و أما إذا كان قصده ذلك على وجه المعاوضة من دون أن يكون برجاء
إثابته تعالى فيشكل صحته و ما ورد من صلاة الاستسقاء و صلاة الحاجة إنما يصح إذا
كان على الوجه الأول
1-
مسألة يجب تعيين العمل[4] إذا
كان ما عليه فعلا متعددا
و
لكن يكفي التعيين الإجمالي كأن ينوي ما وجب عليه أولا من الصلاتين مثلا أو ينوي ما
اشتغلت ذمته به أولا أو
[1] اعتبار القربة في النية لاجل كون العمل عباديا
فتكون زائدة على النية و هي القصد الى الفعل فحقيقة النية في العبادات مركبة من
فعلين أحدهما إرادة الفعل و ثانيهما كون العمل بداعى الهى( شاهرودي).
[2] و أعلى منه درجات أخر اشارت الى بعضها ما وردت في
صلاة المعراج و مصباح الشريعة( خ) أو يكون الداعي الحب كما ورد عن امام الصادق
عليه صلوات اللّه و سلامه( قمّيّ)
[3] بل نظره عليه السّلام الى اتيان الصلاة و لو لم يكن
امر بها بل اهليته تعالى بنفسه باعثه له عليه السّلام( رفيعي).
[4] بل يجب قصد عنوان المامور به مطلقا و لو اجمالا كأنّ
يقصد ما عليه مع الاتّحاد و ما وجب عليه اولا مع التعدّد و لو كان ما عليه فردان
من طبيعة واحدة من دون ترتيب يكفى قصد ايجاد الطبيعة كما في قضاء الصوم(
گلپايگاني).