وهي بأستارٍ مِنَ الأَنوارِ
تحجُبُها عن أَعْيُنِ النُّظَّارِ
فاجتَمعَ الناسُ علَيهمْ للنَظَرْ
وفيهمُ مَن لَيسَ يَدرِي ما الخَبرْ
فأَشْرَقتْ ذاتُ خمارٍ منهمُ
تقولُ: مِن أيِّ الأُسارى أَنتُمُ
قُلْنَ لها إذْ رَامَتْ التَعرُّفا:
نحَنُ أُسارى آلِ بيتِ المصطفى
فهيَّأَتْ مَقانِعاً وأُزْرا
نالتْ بها عَنِ العيونِ سِتْرا
يَسْترُها جَلالُها والنُورُ
فَالطرْفُ عنها خاسِئٌ حَسِيرُ
وا عَجَبَاً للأُمَّةِ الكُوفيةْ
تَبكِي على الذرّيةِ المرضيَّةْ
وهيَ التي قَدْ قَتلَتْ رِجالَها
وأيْتَمَتْ بقَتلِها أَطفالَها
فصلٌ
فيما كلمتهم به زينب الكبرىعلیها السلام
وخاطبتْهم زينَبُ العقيلة
في خطبة باهرة جَلِيلَة
كأنما تُفرِغُ نُطقاً فيها
عن الإمامِ المرْتَضى أَبِيها
وكان مما خاطبتْهمُ به
والبَعضُ كافٍ منه للمُنتَبه
تَدرُونَ أيَّ كَبِدٍ فَرَيتُمُ
للمصطفى وحُرَّةٍ أَبدَيتُمُ؟
أتُظهرونَ النوحَ والعَويلا
فابكُوا كَثيراً واضْحَكُوا قَلِيلا
ذهبتمُ بالعارِ والشَّنارِ
وبُؤْتُمُ في غَضَبِ الجبَّارِ
أيَّ دَمٍ للمُصطفى سَفَكتُمْ؟
وأيَّ حُرمَةٍ له هتَكتُمْ؟
بُعداً لكمْ من أُمةٍ وسُحقا
صيَّرتُمُ أَنفُسَكُمْ أَرِقَّا