اليومَ أهلُ آيةِ التطهيرِ
بَينَ صَرِيعٍ فيه أوْ عَفِيرِ
اليومَ قدْ ماتَ الحِفاظُ والوَفا
اليومَ كادَ الدِينُ يَقْضي أَسَفا
اليومَ نامتْ أعيُنُ الأَعداءِ
وسَهدَتْ عيُونِ ذِي الوَلاءِ
ويْلي وهلْ يُجْدِي حَزِيناً وَيْلُ
لأَضْلُعٍ تَدُوسُهنَّ الخيلُ
وأَرأُسٍ لها الرِماحُ تَرْفَعُ
وجُثَثٍ على الصَعِيدِ تُوضَعُ
وثاكِلٍ تَبْدُو مِنَ الخِدُورِ
تَعُجُّ بالوَيلِ وبالثُّبورِ
ومُرضِعٍ تَرنُو إلى رَضِيعِ
على التُرابِ فاحِصٍ صَرِيعِ
ونسوةٍ تُسْبى على النِياقِ
حَسْرى تُعاني ألَمَ الوِثاقِ
أَهمُّ شَيءٍ لِذَوِي الوَلاءِ
أَنْ يَجْلِسُوا للنَّوحِ والعَزاءِ
فيه تُقامُ سنَنُ المُصابِ
والترْكُ للطَعامِ والشرابِ
فصلٌ
في سير السبايا إلـى الكوفة
سَارُوا إلى الكُوفَةِ بالسَبايا
تُساقُ فوقَ هزَّلِ المَطايا
مغلُولةَ الأَيدِيْ إلى الأعْناقِ
تُسبْى على عُجْفٍ من النِياقِ
حاسِرةَ الوَجه بغَيرِ بُرْقِعِ
لا سِترَ غيرُ ساعِدٍ وأذرُعِ
قد تَركَتْ عَزيزَها على الثَرى
وخلَّفتْه في الهجِيرِ والعَرا
إنْ نظَرتْ لها العيونُ وَلْوَلَتْ
أو نَظَرَتْ إلى الرؤُوسِ أَعْوَلَتْ
تَوَدُّ أنَّ جِسْمَها مَقبوُرُ
ولا يَراها الشامِتُ الكَفُورُ