responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات إسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 9

وإذا اصطدمت مصلحة الطبيعة مع مصلحة الإنسان تقدم الطبيعة ولو بقتل الإنسان وإبادة الجنس البشري، كما على علماء المسلمين تقديم مشروعهم الحضاري الإسلامي.

إن الحضارة الغربية لها بعد مادي فقط لا تدخل الله سبحانه وتعالى في حساباتها وهذا البعد الذي يستغرق وجود الإنسان الذاتي في قضايا الحريات دون أن يتنبه إلى العناصر والأبعاد الأخرى التي قد تجعل من حركة بعض الحريات في وجوده حركة سلبية.

إن عرض الحضارة الإسلامية والخطاب الإسلامي الذي يمثل التطور المعرفي للإنسان المسلم في حركته في الواقع كما يمثل تطلعاته في تغيير حركته من أجل تغيير الواقع فلا بد أن ينطلق الخطاب الإسلامي من خلال حاجات الإنسان المعاصر وأن نحرك المفاهيم الإسلامية والعقيدية والشرعية بحيث يشعر الإنسان المعاصر أن الخطاب يمثل مرحلته وحاجته والقضايا التي تحكم حياته وتتحرك في مسيرته، وأن لا يكون الخطاب تجريديا يغرق في الخيال، وأن لا يكون ماضويا يبتعد عن قضايا العصر وحياة الإنسان المعاصر.

خطوات لصد العولمة

إن العولمة ليس قدرا محتوما ولا قانونا تاريخيا تخضع لها كل الشعوب، ولمواجهتها أمور منها:

1. أن نقدم صورة عن الإسلام بأنه دين حواري وتعايشي، ويتحرك من أجل أن ينفتح عقل الإنسان وقلبه على الحقائق من أقرب طريق، وأن نعالج قضية العنف بالمنطق الحضاري الذي يجعل للإنسان الحق في الدفاع عن نفسه ووقاية ساحته من التعديات، وأن نبين بصورة جلية بأن المسلمين لا يعملون على إثارة العنف، ولكن يعملون على أساس الدفاع عن أنفسهم ضد الذي يريد أن يلغي وجودهم وحريتهم ودينهم عندما لا يكون هنالك سبيل للرفق.

2. أن يكون فقهاؤنا يملكون الشمولية في فهم الإسلام ولا سيما في معرفة القرآن والسنة الشريفة ومعرفة الواقع الفكري والثقافي المتحرك، حتى يستطيع أن يفهم الإسلام لكي يستطيع أن يفتي للواقع ويعالج كافة مشاكله، فإن مناطق الفراغ في الفكر الإسلامي أكثر من أن تحصى.

3. أن يكون المسلمون دقيقين في مفردات الخطاب الإسلامي حتى لا يعطوا الأعداء السلاح الذي يحاربوننا به، وإن علينا أن نقول للعالم بأن الإسلام لا يلغي الآخر بل يعترف ويتعايش معه لا كما في عولمتكم التي تلغي الآخرين.

4. التمسك باللغة العربية واستعمالها في العلم والتعليم وفي كل أوجه نشاط المجتمع، ويعتبر التمسك باللغة العربية من أهم دعائم الوقوف بوجه العولمة، ومن الباطل أن يدعى أن اللغة العربية غير صالحة لهذا العصر، وإن اللغة الانكليزية هي لغة العصر، فإن اللغة العربية هي اللغة المقدسة التي أنزل الله تعالى بها القرآن الكريم: [إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا][1] وهي موثقة الأواصر بين أبناء هذه الأمة من مشارق أقطارها إلى مغاربها وهي وعاء تفكيرهم وتعبيرهم، وسجل تأريخهم، ووسيلة حفظ تراثهم، فما أحرانا بالتمسك بها والحفاظ عليها من هذه العولمة الشرسة وتيارها الجارف.

5. أن نبعد الحضارة الإسلامية عن الخرافة والتخلف، وأن نفرق بين الإيمان بالغيب وإعطاء الخرافة الحرية في أن تدخل عقولنا باسم الغيب، فللغيب قواعده وأصوله وقد أقامها الله على سننه، ولا يعني‌

6.


[1] سورة يوسف/ 2.

نام کتاب : مقالات إسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست