responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات إسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 8

والصناعات الغربية والأمريكية منها بوجه خاص وتفتح لها أسواقا أوسع مما يشكل إضعافا لمستويات الصناعة ولمجمل جوانب الإنتاج الوطني المستقل في بلدان العالم الثالث.

العولمة والإسلام‌

إن الإنسانية واحدة وإن كانت هنالك خصوصيات لموقع إنساني هنا وهناك، والإسلام لا يتنكر للخصوصيات الإنسانية بل يعتبرها مصدر إثراء للإنسان في العناصر الغنية التي تتحول إلى لقاء إنساني فيما يحتاجه الإنسان من الآخر من العناصر الناقصة عنده، وهذا ما جاء به القرآن الكريم بقوله تعالى: [يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ‌][1]، فالإسلام لا يلغي الخاص أمام العام، بل يرى أن العام يتغذى من الخاص وإن الإنسان يتحرك في العام مع الاستفادة من غنى الخاص لتكون هناك وحدة عالمية إنسانية في التنوع.

أما العولمة فقد ولدت في الدوائر الأمريكية والمطلوب من خلفية مشروع العولمة ان تخضع الخصوصيات القومية والإقليمية والدينية لدول الاستكبار الأمريكي، فباسم العولمة تستخدم أمريكا القوة لتتجاوز الحدود الوطنية والإقليمية والقومية والدينية للدول الأخرى وتصبح العولمة وسيلة من وسائل السيطرة، وهنا نؤكد على نقطة معينة بأن الأمريكين ليسوا مستعدين أن يفقدوا عناصرهم وخصائصهم القومية إن كانت هنالك حالة قومية في أمريكا لمصلحة العالم الثالث، فالتكامل مع العالم والتفاعل معهم ليس بالضرورة في إلغاء الخصوصيات الثقافية والاقتصادية والدينية فإن الإسلام دين عالمي في ثقافته، ولكن لا يمنع الشعوب من أن تكون لها ثقافتها الخاصة بشرط أن ترتبط في الخط العام بالثقافة الإسلامية.

دعوتنا إلى أسلمة العالم‌

إن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمد بن عبدالله (ص) إلى الناس كافة. قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا][2]. فالدعوة الإسلامية دعوة عالمية، ولا بد للداعية إلى الله سبحانه وتعالى أن يعي ذهنية الناس الذين يدعوهم إليه، وأن يكون مطلعا على ثقافتهم وعقليتهم وروحيتهم فيما يعيشونه في كل أوضاعهم وعلاقتهم، لأن الداعية عندما لا يفهم روح الآخر ولا يدرك حدود ثقافته فكيف يمكن أن يخاطبه؟ وقد ورد عن رسول الله (ص): (إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم)، فاذا لم نفهم حجم عقولهم فكيف نستطيع أن نتكلم معهم على قدر عقولهم؟ ونحن نعيش في عصر يشتمل على كثير من التقدم في العلم والتنوع في الأفكار وعلى أسلوب الحياة الذي يتنوع هنا وهناك، لذلك يقتضي الحال أن نفهم روح العصر لنعرف كيف نحرك الإسلام في داخله. ولا يمكن خضوع الإسلام لذهنية العصر لأننا نؤمن بأن الإسلام يجب أن يقتحم ذهنية العصر من خلال فهم روحية الإنسان المعاصر وذهنيته وكل ما يفتح عليه ويغلق عنه.

إن العولمة تريد أن تلغي الدين من حساب حركة الإنسان في الحياة في قضاياه الحيوية وحاجاته المادية، بزعمها بأن الدين ضد حركة التاريخ، وهذا أمر موهوم لأن الإنسان متدين بطبعه من حيث فطرته الصافية الكامنة في سر وجوده تختزن الإحساس بالدين، والايمان بالله تعالى، كما أن العولمة في مشروعها الحضاري تعتبر الطبيعة مركز الكون وموارد الأرض محدودة، ويجب أن تكون تحت تصرف العنصر المتفوق،


[1] سورة الحجرات/ 13

[2] سورة سبأ/ 28.

نام کتاب : مقالات إسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست