responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 65

عنا مهرة الصناعة وحملة تلك البضاعة بكثير هو منها قليل وحقير بالإضافة إليها وإن كان في نفسه جليل. ولا تحسين إن هذه الآية الكريمة عديمة النظائر والأضراب في ذلك الكتاب، ضع نظرك أنى شئت من بيناته. وسرح فكرك في أية آية أردت من محكماته تجدها لتلك شقيقة إن لم تكن بالتقدم حقيقة: (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا) أو حاكية في الإعجاز عنها. و (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا) وما هي بواحدة ولا اثنين ولا ولا. هاك انظر في قوله عز من قائل وعلا (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الله اكبر وسبحان الله ألفا ألفا، عدد ما أنزل الله حرفا حرفا. ما ادري ماذا أجرى قلم القدرة. وماذا أنشأ لسان القوة وماذا حوى وحمل لوح العظمة والسطوة، يمينا بمفيض هذا الشابيب ومبدع تلك التراكيب، ومعجز هاتيك الأساليب ما ادري كيف اسبغها وأساغها، وفي أي قالب صبها وصاغها، والى أي حد من البلاغة أنهى بلاغها. تاهت العقول، وتناهت الألباب وعجزت الأفهام، وحجزت الأوهام وكلت الألسن وأعشت الأعين، وانقطعت العبارات وامتنعت الإشارات، فنكصا على الأعقاب، وحصا لأجنحة الألباب، يا هل ترى كيف ابتدأ براعة استهلالها بعموم النداء ومفاجأة الدعاء وعقبه بطلب الإصغاء والإنصات، والاستماع والالتفات، إشعارا في صدر الكلام وقبل الشروع في المرام، إن ما هنالك شي‌ء عجيب، وشأن غريب. هو بمثابة من العجب والغرابة، وأما وعيش أبيك أن ذلك لكذلك أفليس أمرا عجيبا يذر الولدان شيبا، أن ترى من ذوي العقل جماعة، يخصون بالعبادة وينقادون بالطاعة، لمخلوق مثلهم قطعاً لا يملك لنفسه فكيف لغيره ضراً أو نفعاً، وهو من الضعف والعجز في حال يعجز عن صنع مثل اصغر الحيوانات، بل أخس الهوام والحشرات، تلك التتمة بل التكملة المهمة وهي قوله تعالى:

نام کتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست